
في محافظة تيماء التابعة لمنطقة تبوك شمال السعودية، نشأت خلود الشمري، الفارسة والهجّانة والصقّارة السعودية التي أثبتت تميزها في رياضات الموروث السعودي، خلود، المتوّجة أخيرًا بكأس البطولة الآسيوية الأولى للهجن “فئة السيدات” بميدان الوثبة في أبوظبي، هي مثال حيّ للمرأة السعودية الطموحة التي تمسك بتراثها وتحرص على تطوير مهاراتها.
البداية في الفروسية
منذ عامها الثامن، بدأت خلود ممارسة الفروسية، حيث كانت تَركب على الجواد “العميّد” وتدرب بشكل شبه يومي حتى أتقنت مهارات الفروسية بالكامل، ورغم ذلك، لم تقتصر اهتماماتها على الفروسية فقط، بل كانت تُواصل دراستها بشكل طبيعي، حيث حصلت على شهادة البكالوريوس في علوم الرياضيات، وبعدها بدأت بالتسجيل في الإسطبلات والمشاركة في منافسات عروض الخيول العربية، التي مهدت لها الطريق لتحقيق طموحاتها الرياضية.
الانتقال إلى رياضة الهجن
في أحد الأيام، وفيما كانت خلود في الإسطبل برفقة أحد شخصيات الخيل، تلقت مكالمة من شخصية في الهجن، طلب فيها أن تُشارك في مسابقة للسيدات تختص بركض الهجن، وهو ما جذب اهتمامها، ورغم أن رياضة الهجن كانت جديدة بالنسبة لها، قررت خلود الانخراط في هذا المجال، وهو القرار الذي غيّر حياتها بشكل كبير، ولأنها تتمتع بشجاعة وموهبة في رياضات الموروث، قررت أن تخوض هذه التجربة، وقد تحقق لها النجاح بسرعة.

النجاحات في ميادين الهجن
تمكنت خلود من تحقيق نجاحات كبيرة في مجال الهجن منذ دخولها في عام 2023، حيث حصدت المركز الرابع في مهرجان ولي العهد في الطائف، ثم نالت المركز السابع في مهرجان خادم الحرمين الشريفين، قبل أن تُحقق المركز الثاني في كأس العُلا، وفي عام 2024، سجلت اسمها كأول بطلة لكأس العالم للقدرة والتحمل الدولية للهجن في العُلا عبر المطية “جبّار” بتوقيت مذهل بلغ “36:59.918” دقيقة، ولكن الإنجاز الأبرز جاء في 2025، عندما توّجت بذهبية البطولة الآسيوية الأولى للهجن.

رياضات الموروث وتكامل الهوايات
لا تقتصر اهتمامات خلود على الهجن والفروسية فقط، بل تسعى أيضًا للمشاركة في منافسات الصقور. حيث أكدت أن لديها صقرًا يُدعى “معزيّ” وحرصت على اقتنائه لتجمع بين جميع رياضات الموروث السعودي مثل الفروسية والهجانة والصقارة، وهذه الهوايات تمثل جزءًا من مخططاتها المستقبلية التي تستهدف فيها تكريس أصالة الأرض والمحافظة على التراث السعودي، إلى جانب تطوير مهاراتها الرياضية المختلفة.
الإنجازات والتكريم
خلود الشمري لم تقتصر على ممارسة الرياضات فقط، بل قدّمت نموذجًا للمرأة السعودية القادرة على المنافسة والإبداع في مختلف المجالات، فبفضل جديتها وطموحها، حصدت العديد من الجوائز والأوسمة التي كرّمتها على منصات الذهب،وتؤمن خلود أنه بفضل إصرارها ستتمكن من تحقيق المزيد من الإنجازات، خاصة في رياضة الصقارة، التي تتطلع للتميز فيها قريبًا.

وتمثل خلود الشمري نموذجًا للمرأة السعودية التي تجمع بين التراث والحداثة، وتُؤمن بأن العمل الجاد والمثابرة يمكن أن يصنعا الفارق، من الفروسية إلى الهجن والصقارة، أثبتت خلود أن الإرادة والتفاني في العمل هما أساس النجاح في أي مجال.
التعليقات