
دخل المدرب الأسترالي أنج بوستيكوجلو، المدير الفني لنادي توتنهام الإنجليزي، تاريخ كرة القدم الأوروبية من أوسع أبوابه، بعد أن قاد فريقه للتتويج بلقب بطولة الدوري الأوروبي على حساب مانشستر يونايتد، في نهائي مثير أقيم مساء الأربعاء على ملعب “سان ماميس” بمدينة بيلباو الإسبانية، وانتهى بفوز السبيرز بهدف دون مقابل.
هذا الإنجاز لا يقتصر فقط على إضافة لقب جديد إلى خزائن النادي، بل يؤسس لمرحلة جديدة في مسيرة توتنهام تحت قيادة فنية فريدة من نوعها، جاءت من خارج إطار المدربين التقليديين في أوروبا.
أوروبا وتغيير الخارطة بإنجاز تاريخي
بوستيكوجلو، الذي تولى تدريب توتنهام في بداية الموسم وسط تشكك البعض في قدرته على النجاح في الدوري الإنجليزي، قلب الموازين بالكامل، نجاحه في تحقيق لقب أوروبي كبير كأول مدرب من خارج قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية، يعتبر نقطة تحول في المعايير التي كانت تحكم اختيارات الأندية الأوروبية الكبرى للمدربين.
المدرب الأسترالي لم يكتف بتحقيق اللقب، بل قدّم نموذجًا فنيًا فريدًا في الأداء الجماعي والصلابة الدفاعية، مع بناء شخصية تنافسية للفريق جعلته يتفوق على خصوم أكثر خبرة وتاريخًا في البطولات القارية.

هدف الحسم
اللقاء حسم بهدف وحيد أحرزه الجناح الشاب برينان جونسون في الدقيقة 42 من الشوط الأول، بعد متابعة مثالية لعرضية متقنة من زميله السنغالي بابي سار، الهدف جاء بعد ضغط هجومي منظم من توتنهام، أظهر فيه الفريق قدراته على التحول السريع وبناء الهجمات بدقة.
ورغم محاولات مانشستر يونايتد المكثفة في الشوط الثاني، خصوصًا عبر الثنائي برونو فيرنانديز وراسموس هويلوند، فإن الحارس الإيطالي فيكاريو ودفاع الفريق كانا في قمة التركيز، وأغلقا جميع المنافذ الهجومية.

عودة بعد غياب
بتتويجه الجديد، يضيف توتنهام لقب الدوري الأوروبي الثالث إلى سجله، بعد تتويجات سابقة كان آخرها في عام 1984، ورغم اقترابه من الألقاب في السنوات الماضية، إلا أن الفريق كان دائمًا يعاني من غياب “اللمسة الأخيرة” في النهائيات.
اللقب الحالي يعد أكثر من مجرد تتويج، فهو يعيد النادي إلى دائرة المنافسة القارية، ويمنحه دفعة معنوية كبيرة للمواسم المقبلة، خصوصًا في ظل الطموحات المتزايدة لإدارة النادي وجماهيره.

بصمة بوستيكوجلو في أوروبا
ما يميز بوستيكوجلو أنه لم يكتف بتغيير شكل الفريق داخل الملعب فقط، بل أحدث ثورة فكرية في طريقة إدارة المباريات، وتعامل مع اللاعبين بنهج جديد يوازن بين الانضباط التكتيكي والحرية الهجومية، اعتمد على عناصر شابة، ونجح في دمجهم بسرعة في منظومته، مما خلق روحًا جماعية قلّما تُرى في الفرق الإنجليزية خلال المنافسات الأوروبية.
المستقبل: هل يبدأ عصر جديد لتوتنهام؟
تبدو هذه البطولة بمثابة بداية لمرحلة جديدة في تاريخ توتنهام، الفريق الذي عانى طويلاً من عقدة “البطولات الضائعة”، بقيادة بوستيكوجلو، هناك إحساس حقيقي لدى الجماهير بأن الفريق أخيرًا على الطريق الصحيح، ليس فقط في التتويج بل في بناء مشروع طويل المدى.
اقرا ايضا..
التعليقات